ترعى أمانة بغداد 28 من الخيول العربية الأصيلة من نسل نادر، تعود إلى اصطبلات رئاسية سابقة، بعد استردادها من قبضة لصوص استولوا عليها إبان أحداث عام 2003 إثر اقتحامهم مزرعة رئاسية في غرب بغداد.
ويقول مدير شعبة رعاية الخيول العربية الأصيلة محسن عبد حسين لفرانس برس، الجمعة 15-5-2009، إن "أمانة بغداد وضعت الخيول في حديقة الحيوانات في منتزه الزوراء بعد أن تمكنت بمساندة قوات عراقية من استرجاعها من مناطق شمال العاصمة".
ويضيف "تمت استعادة 15 حصانا بعد فقدانها من أصل 120 سرقت أثناء الأحداث، وبعضها أصبح خارج البلاد"، مشيرا إلى أن "عددها أصبح 28 رأسا حاليا، نتيجة الولادات".
وكانت مواقع رئاسية في أطراف بغداد تعرضت لأعمال نهب وسرقة إبان الاجتياح، وبينها مزرعة العامرية (غرب بغداد) التابعة للدائرة الزراعية في ديوان الرئاسة السابق.
ويتابع حسين الذي يقود فريقا بيطريا وإداريا يُعنى برعاية الخيل وفق برنامج يومي منتظم، يبدأ من الساعات المبكرة، إن "هذه الخيول عربية أصيلة ونادرة قدمت كهدايا من شخصيات عربية وأجنبية إلى رئيس النظام السابق (صدام حسين)".
ويقول مدير شعبة رعاية الخيول العربية في متنزه الزوراء "بعد أن تأكدنا من أماكن وجود هذه الخيول بمساعدة عدد من الأشخاص، نجحنا في استعادة بعضها".
ويشير إلى أن بعض هذه الخيول ما زال يحتفظ بأسمائه القديمة التي كانت تعرف بها مثل "العبور" و"العذول" و"الميلاد" و"الأميرة" و"الملكة" وأسماء أخرى.
وتخضع هذه الخيول لبرنامج غذائي وصحي يومي يبدأ من السابعة صباحا حتى المساء ينهمك فيه أكثر من 30 شخصا بين طبيب بيطري ومسؤول تغذية وعناية صحية للحفاظ على حيويتها وتقديم وجبات غذائية خاصة أربع مرات يوميا.
ويضيف حسين "تقدم لهذه الخيول يوميا مادة الشعير مع أنواع من الفواكه ومادة النخالة (بقايا طحن مادة الحنطة) في موسم الصيف. أما في الشتاء فتضاف إلى التغذية مادة التمر وسائل التمر (الدبس) مع التين".
ويؤكد "أنها خيول نادرة مسجلة لدى منظمة الخيول العربية المرتبطة بمنظمة الخيول العالمية، ومقرها لندن، كما أكد خبراء مهتمون بالخيول ذلك خلال زيارتهم إلى البلاد".
ويكشف الطبيب البيطري "إرسال خصلات من الشعر من نواصي الخيول وذيولها قبل عام 2003 إلى المختبر التابع لمنظمة الخيول العالمية للتأكد من أنسالها. وأظهرت الفحوص المخبرية أنها خيول عربية أصيلة، ومن سلالات نادرة".
وخصصت لهذه الخيول اصطبلات تتوفر فيها عوامل النظافة والرعاية ومستلزمات الاعتناء، فضلا عن صيدلية تحتوي جميع الأدوية والعلاجات، كما تخصص لها إدارة المزرعة ساعات في الصباح والمساء للخروج بغرض الترويض.
يشار إلى أن العراقيين اهتموا كثيرا بالفروسية والخيول منذ أواسط القرن التاسع عشر، وازداد اهتمامهم بعد دخول القوات البريطانية العراق عام 1917. وكانت تقام مسابقات ومهرجانات للفروسية في مدن محدودة منها كركوك وبغداد والموصل والبصرة.
وتحولت هذه المدن إبان عشرينيات القرن الماضي إلى أماكن لتصدير الخيول من العراق إلى مختلف الدول، وخصوصا القريبة منها، بحيث بلغت هذه الخيول الهند عن طريق مدينة البصرة.
برب